نزيف القلب: استبدال الشريان الرئيسي. يمكن للأبهر الاصطناعي الجديد أن يتحمل مليار نبضة.
فرصة لمنح المريض 25 سنة إضافية
قام أطباء روس من قسم جراحة القلب والأوعية الدموية بجامعة " سيتشنوف" التابعة لوزارة الصحة الروسية بتطوير نوع جديد لجذر الأبهر الخارج من القلب مكون من طرف صناعي يتم زراعته في جسم المريض .
توفر هذه التقنية متانة أكبر ومقاومة للتآكل مقارنة بنظيراتها السابقة وتقلل من الجهد على عضلة القلب، ويزيد من تدفق الدم، وبالتالي يعطي للمريض فرصة أكثر للعيش لفترة أطول.
وتكمن خصوصية الطرف الاصطناعي المطور حديثا في أنه يشبه البنية الداخلية لجذر الأبهر، ويعيد إنتاج الحركة الطبيعية لتدفق الدم في الأوعية. وفي الوقت نفسه، يمنع انتشار البكتيريا وتكوين جلطات الدم.
ويستخدم الطرف الصناعي الحديث في علاج الشريان الأورطي والصمام الأبهري.
تمكن الأطباء الروس من إنشاء طرف اصطناعي مكون من جذر الأبهر مع الجيوب الأبهرية المتصلة فيه - وهي مناطق في جذر الأبهر يتواجد في داخلها صمامات خاصة تمنع الدم من العودة إلى القلب. ولجعل الصمامات، مثل الصمامات الحقيقية، ناعمة ومرنة، يستخدم المتخصصون أنسجة من جسم المريض لتصنيعها - يتم قطعها من غشاء التامور، الذي يحيط بالقلب وقاعدة الأوعية الدموية الرئيسية. وتستخدم الأنسجة المانحة أيضا لهذا الغرض.
وفي الوقت نفسه، يتمتع الطرف الصناعي الجديد بطبقة خاصة تمنع ظهور الميكروبات عليه وتكوين جلطات الدم، كما يضمن تسريع التئام المواد المصنعة مع أنسجة الجسم.
تم تصميم الطرف الاصطناعي ذي الصمام الميكانيكي لـ 300-500 مليون نبضة، ويستمر لمدة 10-12 سنة. وبعد ذلك يلزم إجراء عملية لاستبدالها.
وقال رومان كوماروف، رئيس قسم الأبحاث ومدير عيادة جراحة القلب والأوعية الدموية بجامعة سيتشينوف "وفقًا للتقديرات الأولية، سيصمد الطرف الاصطناعي الجديد أمام مليار نبضة قلب، أي ما يعادل 25 عامًا من الحياة".
وأوضح أنه تم تأكيد هذه البيانات من خلال العديد من الاختبارات التجريبية، والنمذجة الحاسوبية، والاختبارات واسعة النطاق. بما في ذلك جهاز نسخ النبض - وهو تركيب خاص يحاكي طريقة عمل القلب.
ووفقا لمكسيم تكاتشيف من قسم جراحة القلب والأوعية الدموية في الجامعة "كانت الأطراف الاصطناعية السابقة بعد العملية تحتاج لمراقبة مستمرة، وإعطاء المريض أدوية تسييل الدم مدى الحياة لتجنب جلطات الدم والمضاعفات الأخرى. كذلك كان يتطلب العلاج فرض قيود على المريض تشمل الامتناع عن ممارسة الأعمال الشاقة والرياضة .
ويضيف "تم تصميم الصمامات الميكانيكية للأطراف الاصطناعية من الجيل السابق بتردد يصل إلى 120-130 نبضة. بسرعات أعلى، لذلك فهي لا تعمل بشكل صحيح، وببساطة ليس لديها الوقت للإغلاق. ونتيجة لذلك فإن المريض لا يتحمل الجهد الزائد بشكل جيد".
ووفقا له، يمكن للطريقة الحديثة أن توفر بديلا موثوقا وطويل الأمد للشريان الأورطي والصمام الأبهري التالفين. وخلص الخبير إلى أن هذا سيسمح للمرضى أن يعيشوا حياة أطول.
أيضًا يقول أطباء الجامعة، إن زراعة هذه الأطراف مصممة بحيث تكون عملية خياطتها مريحة، مما يسمح بإجراء العملية بسرعة، وبالتالي تعافي المريض بشكل أسرع بعد العملية.
الشريان الأبهر هو أكبر شريان في جسم الإنسان، ومن خلاله يتدفق الدم إلى جميع الأعضاء والأنسجة البشرية. يمكن أن يكون تضخم أو تمزق الشريان الأورطي مهددًا للحياة. في هذه الحالة، يتم استبدال الجزء الخطير من الشريان بطرف اصطناعي.
الشريان الأبهر ضعيف بشكل خاص عند المنطقة المتصلة بالقلب. هذا هو المكان الذي يتدفق فيه الدم تحت الضغط الأكبر. لذلك، يجب أن تكون الغرسة المستخدمة عند القاعدة الرئيسية لمصدر الدم متينة بشكل خاص.
تمدد الأوعية الدموية، أي توسع الشريان الأورطي، هو مرض شائع وخطير. عندما ينفجر الشريان الأبهر، تحدث الوفاة في 90% من الحالات. في الوقت الحاضر، يتم استخدام الأطراف الاصطناعية الميكانيكية في كثير من الأحيان لعلاج مثل هذه الحالات. ".
ويعتقد الأطباء الروس أن الطرف الاصطناعي الذي يعيد إنتاج عمل الجيوب الأبهرية بشكل صحيح هو أحد أكثر الاختراعات الواعدة.
التجارب السريرية
ووفقا لأطباء الجامعة، ستبدأ التجارب السريرية لهذه الأطراف الجديدة في المستقبل القريب، وفي نهاية عام 2023 - بداية عام 2024، يمكن إجراء عمليات زراعة أول طرف صناعي من هذا النوع.
المصدر: صحيفة "إزفيستيا الروسية"
اقرأ أيضًا: تطوير تقنية تعمل على تجديد خلايا الدماغ