صناديق الاستثمار الروسية العربية المشتركة -الاقتصادي. تطورت العلاقات التجارية بين روسيا والعالم العربي بشكل مطرد خلال العشرين عاما الماضية، والمشاريع الاستثمارية المشتركة ليست استثناء من ذلك.
تعريف صناديق الاستثمار
في البداية وقبل أن نتطرق إلى موضوع صناديق الاستثمار الروسية العربية المشتركة، لا بد لنا أن نعرج على مفهوم صناديق الاستثمار بشكل عام وأن نميز بين نوعين من هذه الصناديق، وهي "صناديق الاستثمار"، وصناديق الثروة السيادية" أو ما تسمى أيضاً بصناديق الاستثمار السيادية أو الصناديق السيادية.
صناديق الاستثمار: هي عبارة عن كيانات استثمارية يتم من خلالها إدارة أموال آلاف المستثمرين لتحقيق أعلى عوائد من الأرباح بأقل قدرا ممكنا من المخاطر، ويستثمر في صناديق الاستثمار شركات خاصة وأفراد. وبشكل عام تعتبر هذه الصناديق أكثر ملاءمة لصغار المستثمرين.
أما صناديق الاستثمار السيادية: هي كيانات استثمارية تقوم على إدارة أموال الدولة، ولا يحق للشركات الخاصة والأفراد الاستثمار في هذه الصناديق، ويتم تمويل هذه الصناديق من فائض الميزانية العامة، أو فائض الاحتياطات النقدية، أو فائض ميزان المدفوعات للدولة وغيرها . وغالباً تدير هذه الصناديق استثمارات تقدر بترليونات الدولارات.
الدول العربية وصناديق الاستثمار السيادية
تعتبر الدول العربية رائدة في مجال تأسيس صناديق الثروة السيادية، حيث تم إنشاء أول صندوق ثروة سيادي في العالم في دولة
الكويت عام 1953 وذلك بهدف استثمار الفائض من العوائد النفطية، ويدار هذا
الصندوق حاليا من قبل " هيئة الاستثمار الكويتية ".
وتحتل الدول العربية وخاصة النفطية منها مراتب متقدمة من حيث حجم أصول صناديق الثروة السيادية كما هو مبين في الجدول أدناه:
صندوق الاستثمار الروسي المباشر
تولي روسيا اهتماما كبيرا لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ولهذا الغرض أسست في عام 2011 صندوق الثروة السيادي "صندوق الاستثمار الروسي المباشر" والذي يعتبر الذراع الاستثماري لأصول الدولة الروسية، حيث يعمل الصندوق على الاستثمار في الشركات ذات القطاعات عالية النمو في الاقتصاد الروسي، كذلك يهدف الصندوق إلى جذب كبار الشركاء الدوليين من خلال إطلاق برامج استثمارية خاصة .
تأسيس صناديق الاستثمار المشتركة
ولصندوق الاستثمار الروسي المباشر الدور الأساسي في جذب الاستثمارات العربية وخاصة الخليجية منها، وذلك عبر آليات استثمار خاصة وتأسيس صناديق استثمارية مشتركة، أهمها:
1- تعاون استثماري روسي - كويتي مشترك:
في عام 2012 تم إطلاق آلية استثمار مشتركة بين " صندوق الاستثمار الروسي المباشر" و "هيئة الاستثمار الكويتية"، وضخت هيئة الاستثمار الكويتية أول 500 مليون دولار، وفي وقت لاحق ضاعفت استثماراتها إلى مليار دولار.
2- صندوق الاستثمار الروسي- القطري:
تم تأسيس الصندوق في عام 2014 بين " صندوق الاستثمار الروسي المباشر" و "قطر القابضة" ، حيث تلتزم قطر باستثمار مبلغ قيمته 2 مليار دولار أمريكي.
3- صندوق الاستثمار الروسي - السعودي:
تم تأسيس الصندوق في عام 2015 بين "صندوق الاستثمار الروسي المباشر" وبين الصندوق السيادي السعودي " صندوق الاستثمارات العامة" ، وذلك بهدف الاستثمار في المشاريع الزراعية ومشاريع البنية التحتية الروسية.
ويلتزم الجانب السعودي باستثمار 10 مليارات دولار أمريكي في الصندوق.
وتم الاتفاق بين روسيا والسعودية على إطلاق عدة صناديق استثمارية مشتركة، منها:
-صندوق استثماري بمبلغ مليار دولار للاستثمار في قطاع التكنولوجيا.
- صندوق استثماري بمبلغ مليار دولار للاستثمار في مجال الطاقة.
-صندوق استثماري للاستثمار في مجال الطرق المدفوعة الأجر.
4- الصندوق الروسي - الإماراتي:
في عام 2013 تم تأسيس الصندوق الروسي - الإماراتي المشترك بين "صندوق الاستثمار الروسي المباشر" و "شركة مبادلة للتنمية (مبادلة) "، وتم الاتفاق على استثمار مشترك بقيمة 2 مليار دولار ، ويركز الصندوق على الاستثمار في روسيا بمشاريع طويلة الأمد.
5- تعاون استثماري روسي بحريني:
منذ
عام 2014، يتم تنفيذ برامج استثمارية من خلال اتفاقيات بين "صندوق
الاستثمار الروسي" والصندوق السيادي لدولة البحرين "ممتلكات"، وتستثمر ممتلكات تلقائياً مع صندوق الاستثمار الروسي في عدد من المشاريع. وأثناء جانحة فيروس كورونا تم توسيع التعاون ليشمل إنشاء مصنع لتصنيع مطعوم "سبوتنك" المضاد لفيروس كورونا.
آفاق تعزيز الاستثمارات الروسية العربية
من المتوقع أن يزيد اهتمام الدول العربية بزيادة استثماراتها في الصناديق المشتركة مع روسيا، وذلك بعد انسحاب العديد من الدول الأوروبية من الصناديق الاستثمارية المشتركة مع روسيا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
يذكر هنا، أن صندوق الاستثمار الروسي هو الممول والراعي لتطوير لقاح "سبوتنك الروسي المضاد لفيروس كورونا، وهو أول مطعوم مسجل في العالم ضد كوفيد 19.
اقرأ أيضا: احتياطيات روسيا من الموارد الطبيعية
شاركنا رأيك